يا اسمر اللون
--------------
الشاعر عارف أحمد سيف الميرابي
--------------
أســـأل و انـــتَ بـفـضـل إلـلـه تـتـمتع
تـعـيش عـيـشه هـنـيه فــي نـواحـيها
عـلـى عــروش الـجـمال جـمله تـترفع
وجـــنــة الــخــلـد تـبـلـغـها وتــاويـهـا
مــادام وهــذا جـمـالك لـك حـق تـدلع
وتـتـرك الـنـفس تـفـعل كــل مـغـازيها
اسـمح لـي انـظر جـمال الـخد واتمتع
بـكـحل عـينيك و اسـلم مـن مساويها
ما عاد لي نفس صروف الدهر تتجرع
قـد عـاشت الـروح مـن قـبل تـقاسيها
خــلـيـك بــقـربـي لا رحـــب و لا ودع
ولا رســالــه نــبـحـث مــــن يــوديـهـا
يــــدي بــيــدك بـالـمـنـزل و بـالـمـطلع
بـظـهـر دنــيـا نــعـرف كـيـف نـداريـها
يــا اسـمـر الـلـون فـيك الـقلب اتـولع
وصـار يـقاسي الـفتن من كل نواحيها
شـيطان شـعري الـيك قد دون المطلع
وقــال عـبـارات فــي اقــوى مـعـانيها
شـمـائل الـحـسن فـيـك الـكل تـتجمع
و رقــة الـقـول تـسـحر مــن يـحاكيها
قـلبي مـن الـحب قـد كان عزف وقلع
لــمـا راء فـتـنـتك قـــد صــار هـاويـها
اقـسـم واجــزم بـأنـه مِـنـك مــا يـقنع
ولا يــفـارق جــنـان الــورد و حـامـيها
القصيدة "يا أسمر اللون" للشاعر عارف أحمد سيف الميرابي هي قصيدة غزلية عاطفية، يعبر فيها الشاعر عن شدة حبه وإعجابه بشخص أسمر اللون، ويصف جماله وتأثيره العميق على قلبه وحياته.
إليك شرح مفصل ودقيق لأبيات القصيدة:
المقطع الأول: الدعاء والوصف الجمالي (الأبيات 1-4)
- أســـأل و انـــتَ بـفـضـل إلـلـه تـتـمتع / تـعـيش عـيـشه هـنـيه فــي نـواحـيها
- المعنى: يستهل الشاعر بدعاء لمحبوبه، يتمنى له فيه أن يعيش حياة هنيئة وممتعة وسعيدة في جميع جوانبها، مُقِرًّا بأن هذا التمتع والسعادة هما بفضل الله.
- عـلـى عــروش الـجـمال جـمله تـترفع / وجـــنــة الــخــلـد تـبـلـغـها وتــاويـهـا
- المعنى: يصف المحبوب بأنه يتربع على "عروش الجمال" أي أنه في قمة الجمال والفتنة. ثم يختم البيت بدعاء جميل بأن ينال المحبوب جنة الخلد (الجنة في الآخرة) ويقيم فيها. هذا يمزج بين الإعجاب الدنيوي والدعاء الأخروي.
- مــادام وهــذا جـمـالك لـك حـق تـدلع / وتـتـرك الـنـفس تـفـعل كــل مـغـازيها
- المعنى: يبرر الشاعر للمحبوب دلعه وغروره (التدلع) بسبب جماله الفائق. ويرى أن هذا الجمال يمنحه الحق في أن يترك نفسه تتصرف على طبيعتها وتفعل كل ما تشتهيه وتريده (مغازيها).
- اسـمح لـي انـظر جـمال الـخد واتمتع / بـكـحل عـينيك و اسـلم مـن مساويها
- المعنى: يطلب الشاعر الإذن من المحبوب للنظر إلى جمال خده (وجهه) والاستمتاع به، ويتمنى أن يسلم من شر الفتنة والضرر الذي قد يلحقه من جمال عيني المحبوب وكحلهما الساحر، كناية عن تأثيرهما القوي عليه.
المقطع الثاني: الشوق والرجاء (الأبيات 5-7)
- ما عاد لي نفس صروف الدهر تتجرع / قـد عـاشت الـروح مـن قـبل تـقاسيها
- المعنى: يعبر الشاعر عن يأسه من متاعب الحياة وتقلبات الزمن (صروف الدهر). ويقول إنه لم يعد لديه طاقة لتحمل المزيد من الآلام، لأن روحه قد عانت وقاست الكثير من المصاعب قبل لقاء المحبوب. هذا يمهد لجعل المحبوب ملاذًا وسلوانًا.
- خــلـيـك بــقـربـي لا رحـــب و لا ودع / ولا رســالــه نــبـحـث مــــن يــوديـهـا
- المعنى: يرجو الشاعر من المحبوب أن يبقى بجواره دائمًا، دون الحاجة إلى الترحيب به عند اللقاء أو الوداع عند الفراق، و دون اللجوء إلى الرسائل كوسيلة اتصال، مما يدل على رغبته في القرب الدائم والمباشر.
- يــــدي بــيــدك بـالـمـنـزل و بـالـمـطلع / بـظـهـر دنــيـا نــعـرف كـيـف نـداريـها
- المعنى: يؤكد الشاعر رغبته في المشاركة الكاملة للحياة مع المحبوب، يدًا بيد، في كل الأوقات والأماكن (بالمنزل وبالمطلع أي في الصعود والنزول وكل مكان)، متعهدين معًا بمواجهة الحياة والتعامل مع ظروفها (نداريها) بحكمة وتفاهم.
المقطع الثالث: الإعجاب والتأثير (الأبيات 8-12)
- يــا اسـمـر الـلـون فـيك الـقلب اتـولع / وصـار يـقاسي الـفتن من كل نواحيها
- المعنى: يخاطب الشاعر المحبوب باسم "يا أسمر اللون"، معترفًا بأن قلبه وقع في غرامه بشدة (اتولع)، وأصبح يعاني من شدة الفتنة والإغراء الصادر من المحبوب من جميع الجوانب. هذا البيت هو مفتاح القصيدة.
- شـيطان شـعري الـيك قد دون المطلع / وقــال عـبـارات فــي اقــوى مـعـانيها
- المعنى: كناية عن قوة شعره وعمق تعابيره. الشاعر ينسب الإلهام الشعري (مجازًا "شيطان شعري") الذي كتب بداية القصيدة (المطلع) إلى فتنة المحبوب، مؤكدًا أن هذا الشعر يحمل أقوى وأعمق المعاني.
- شـمـائل الـحـسن فـيـك الـكل تـتجمع / و رقــة الـقـول تـسـحر مــن يـحاكيها
- المعنى: يشيد بجمع المحبوب لصفات الجمال كلها (شمائل الحسن)، ويصف كلامه بأنه بالغ الرقة واللطف، لدرجة أنه يسحر ويأسر كل من يستمع إليه أو يخاطبه.
- قـلبي مـن الـحب قـد كان عزف وقلع / لــمـا راء فـتـنـتك قـــد صــار هـاويـها
- المعنى: يصف الشاعر حالة قلبه قبل لقاء المحبوب، بأنه كان ممتنعًا عن الحب أو مجافيًا له ("عزف وقلع" أي ترك وابتعد)، لكن بمجرد أن رأى جمال المحبوب وفتنته، أصبح قلبه شغوفًا بالهوى ومحبًا له (هاويها).
- اقـسـم واجــزم بـأنـه مِـنـك مــا يـقنع / ولا يــفـارق جــنـان الــورد و حـامـيها
- المعنى: يختم الشاعر بقسم وتأكيد قاطع (أقسم وأجزم) بأن قلبه لن يكتفي أبدًا من المحبوب (ما يقنع)، ولن يبتعد عنه، بل سيبقى ملازمًا له كمن يلازم "جنان الورد" ويحرسها (حاميها)، في إشارة إلى جمال المحبوب الذي يشبه بستان الورد.
الخلاصة:
القصيدة هي لوحة شعرية ترسم صورة المحبوب الأسمر، وتصفه بأبهى الأوصاف الجمالية والمعنوية، معبرة عن عمق تعلق الشاعر به ورغبته في القرب الدائم والمشاركة الحياتية معه، وتؤكد قوة تأثير هذا الجمال على قلب الشاعر الذي تحول من العزوف إلى العشق.
تعليقات
إرسال تعليق
أخي الزائر نحن سعيدون جدا بزيارتك لنا فزيارتك شي عظيم بالنسبة لنا و يهمنا كثيراً من فضلك أترك تعليقك هنا لما ترانا نستحقة من حروفك الذهبيات فألف الف شكر