قال الشميري
--------------
الشاعر عارف احمد سيف
--------------
قــال الـشـميري يـا قـلبي كـفى
مـن حـب ارعن محال تتوصله
كـلـما دعـيته الـيك رام الـجفاء
وان مـا دعـيته بـقول تتجاهله
احـيان تحيى معه عيش الصفا
و احـيان مـدري مـا هـو حـوله
لا هــو تـعـلق و لاهــو اخـتـفى
فــكـم تـراشـيه وكــم تـتـوسله
خـله و حـاله يـسير اينما يشاء
لا تـحـتشر فـيه ولا عـد تـسأله
لـو كـان يـحبك مـا خان الوفاء
كــان شـحـمد الله بـأنه حـصله
من يشتي الحب لو يظلم عفى
كـل مـا وقع فيه بحب يتحمله
يـصبر عـلى الـخل دائـم لو هفا
بـالحب يـجازيه عـلى ما يفعله
امـــا حـبـيـبك يــا قـلـبي نـفـى
مـا قـال بـالعهد يـوم لـك بـادله
قـال مـا احـبك و لا بك إحتفى
ولا دخـل فـي هـواك مـن اولـه
يتناول الشاعر عارف أحمد سيف في هذه الأبيات تجربة عاطفية مؤلمة، محاولًا إقناع قلبه بالتخلي عن حب شخص غير مبالٍ. يبدأ القصيدة بنداء للقلب، طالبًا منه أن يكتفي من هذا الحب الذي لا يمكن أن يصل إلى أي نتيجة.
شرح الأبيات بالتفصيل
"قــال الـشـميري يـا قـلبي كـفى... مـن حـب ارعن محال تتوصله"
يخاطب الشاعر نفسه (الشميري) قلبه مباشرة.
"يا قلبي كفى": دعوة صريحة للتوقف.
"أرعن": تعني شخصًا طائشًا أو أحمقًا، في إشارة إلى أن هذا الحب غير عقلاني.
"محال تتوصله": يؤكد أن الوصول إلى هذا المحبوب أمر مستحيل.
"كـلـما دعـيته الـيك رام الـجفاء... وان مـا دعـيته بـقول تتجاهله"
يصف الشاعر سلوك المحبوب المتقلب.
"رام الجفاء": كلما حاول الشاعر التقرب، كان المحبوب يختار الابتعاد والجفاء.
"وإن ما دعيته بقول تتجاهله": يشير إلى أنه حتى عندما لا يحاول التواصل، فإن التجاهل يظل هو الرد.
"احـيان تحيى معه عيش الصفا... و احـيان مـدري مـا هـو حـوله"
يصف حالة من التناقض وعدم الاستقرار في العلاقة.
"عيش الصفا": أحيانًا يجد الشاعر لحظات من الهدوء والسعادة.
"مدري ما هو حوله": في أوقات أخرى، يغيب المحبوب فجأة، ولا يمكن فهم أسباب ذلك أو معرفة أخباره.
"لا هــو تـعـلق و لاهــو اخـتـفى... فــكـم تـراشـيه وكــم تـتـوسله"
يوضح الشاعر حالة العلاقة الغامضة.
"لا هو تعلق ولا هو اختفى": المحبوب لا يبدي اهتمامًا حقيقيًا ولا ينهي العلاقة بشكل قاطع، مما يترك الشاعر معلقًا بين الأمل واليأس.
"تراشيه... تتوسله": يظهر مدى إلحاح الشاعر وتضرعه في سبيل هذا الحب.
"خـله و حـاله يـسير اينما يشاء... لا تـحـتشر فـيه ولا عـد تـسأله"
هنا يأتي قرار الشاعر بالتخلي عن هذا العبء العاطفي.
"خله وحاله": اتركه وشأنه.
"لا تحتشر فيه": لا تتدخل في شؤونه.
"ولا عد تسأله": لا تعد تسأله عن أي شيء.
"لـو كـان يـحبك مـا خان الوفاء... كــان شـحـمد الله بـأنه حـصله"
يضع الشاعر قاعدة منطقية لتبرير قراره.
"لو كان يحبك ما خان الوفاء": الحب الحقيقي يعني الوفاء.
"كان شحمد الله بأنه حصله": لو كان المحبوب يبادلك الحب، لكان شاكرًا وممتنًا لوجودك في حياته.
"من يشتي الحب لو يظلم عفى... كـل مـا وقع فيه بحب يتحمله"
يصف الشاعر سمات المحب الحقيقي.
"يشتي الحب": من يريد الحب بصدق.
"يظلم عفى": يتجاوز ويسامح الأخطاء.
"كل ما وقع فيه بحب يتحمله": يتحمل كل الصعوبات والمتاعب من أجل الحب.
"يـصبر عـلى الـخل دائـم لو هفا... بـالحب يـجازيه عـلى ما يفعله"
"يصبر على الخل": يصبر على المحبوب.
"لو هفا": لو أخطأ أو زل.
"بالحب يجازيه": يرد على الأخطاء بالمحبة.
"امـــا حـبـيـبك يــا قـلـبي نـفـى... مـا قـال بـالعهد يـوم لـك بـادله"
يعود الشاعر ليطبق هذه السمات على محبوبه.
"حبيبك يا قلبي نفى": محبوبه ينكر الحب.
"ما قال بالعهد يوم لك بادلة": لم يعاهد الشاعر على الحب أو يبادله المشاعر.
"قـال مـا احـبك و لا بك إحتفى... ولا دخـل فـي هـواك مـن اولـه"
يختتم الشاعر الأبيات بحقيقة مؤلمة ولكنه يرى فيها النهاية.
"قال ما أحبك": تصريح صريح.
"لا بك احتفى": لم يحتفل أو يفرح بوجودك.
"ولا دخل في هواك من أوله": يؤكد أن المحبوب لم يدخل هذه العلاقة بحب من البداية، وهو ما يفسر كل سلوكه السابق.
بشكل عام، القصيدة هي رحلة من الألم العاطفي إلى الاقتناع والقرار بالتخلي، حيث ينتقل الشاعر من حالة اللوم والتوسل إلى الحكمة والقبول بالحقيقة.
تعليقات
إرسال تعليق
أخي الزائر نحن سعيدون جدا بزيارتك لنا فزيارتك شي عظيم بالنسبة لنا و يهمنا كثيراً من فضلك أترك تعليقك هنا لما ترانا نستحقة من حروفك الذهبيات فألف الف شكر