لاعيش لولاكي
--------------
انــــي ارى فــرحـتـي مـــا بــيـن مــرأكـي
و بـسـمـة الــحـب تـشـرق مــن مـحـياكي
انـتـي الـحـياة الـتـي قــد كـنـت انـشـدها
قــــد اشــرقــت نــورهــا مـــن زوايــاكـي
فــي يــوم قـلـتي احـبـك صــار مـبتهجي
وصـــار قـلـبـي يـسـيـر خــلـف مـسـراكـي
قـــــد فـــــارق الاه والانـــــات اوردتـــــي
و سـتـوطنت فـي صـميم الـروح عـيناكي
تــنـفـر الــقـلـب مــنــي يــــوم صـادفـكـي
و راح يـــرفــل حـــبــاً فـــــي حـنـايـاكـي
مـبـاهـج الـنـفـس طـــارت قــبـل افـئـدتي
واتــبــع الــجـسـم روح لاجــــل يـفـداكـي
انتي التي من سكبتي الحب في مخيلتي
وديـــر الــشـوق نـفـسـي نــحـو مـرفـاكي
حـتـى حـسـست يــداك تـمـتطي جـسـدي
بــكــل رفــــق تــلاطـف طــرفـي الـبـاكـي
ويــسـال الـــود مــنـك نــبـض خـاطـرتـي
لـــمــا تـــفــارق لــقـلـب نــبـضـه شــاكــي
يـــا نـابـتٌ فــي ريــاض الــروح احـتـرني
واخــبـر الــشـوق يـقـصـر فـتـلـه الـذاكـي
راود شــعــوري يــخـفـف مــــن مـعـنـاتـي
وقـــل لـنـفـسي بـيـوم الـوصـل بـشـراكي
تمام، هذه قصيدة عاطفية جميلة، سأقوم بشرحها بتفصيل دقيق.
شرح قصيدة "لا عيش لولاكي"
تُعبّر هذه القصيدة عن مدى تعلق الشاعر بمحبوبته، وكونها مصدر سعادته وحياته بأكملها. القصيدة غزلية بامتياز، تصف المحبوبة بأنها جوهر الوجود للشاعر، وأن الحياة لا معنى لها بدونها.
تحليل الأبيات:
"لا عيش لولاكي"
* المعنى العام: هذا هو العنوان ومفتاح القصيدة. يعني أن الحياة لا يمكن أن تستمر أو تكون ذات قيمة بدون وجود المحبوبة. هي أساس الوجود والسعادة للشاعر.
"إنــــي أرى فــرحـتـي مـــا بــيـن مــرأكـي"
* المعنى: يرى الشاعر أن مصدر سعادته وبهجته يكمن في رؤية المحبوبة. مجرد النظر إليها يبعث الفرح في قلبه.
* الصورة الفنية: تعبير عن الارتباط العميق بين رؤية المحبوبة والشعور بالسعادة.
"و بـسـمـة الــحـب تـشـرق مــن مـحـياكي"
* المعنى: ابتسامة المحبوبة ليست مجرد ابتسامة عادية، بل هي "بسمة الحب" التي تشع وتضيء وجهها، وهذا الإشراق ينعكس على قلب الشاعر.
* الصورة الفنية: تشبيه ابتسامة المحبوبة بالشمس التي تشرق، مما يدل على النور والدفء والأمل الذي تجلبه.
"انـتـي الـحـياة الـتـي قــد كـنـت أنـشـدها / قــــد اشــرقــت نــورهــا مـــن زوايــاكـي"
* المعنى: يؤكد الشاعر أن المحبوبة هي تجسيد للحياة التي كان يبحث عنها ويتمنى وجودها. هي ليست جزءًا من حياته، بل هي الحياة ذاتها. نور هذه الحياة أشرق من كل جانب من جوانبها وكيانها.
* الصورة الفنية: استعارة الحياة للمحبوبة، وتشبيه نور الحياة الذي يخرج من "زواياها" أي من كيانها كله.
"فــي يــوم قـلـتي أحـبـك صــار مـبتهجي / وصـــار قـلـبـي يـسـيـر خــلـف مـسـراكـي"
* المعنى: يصف الشاعر اللحظة الفارقة التي أعلنت فيها المحبوبة حبها له. هذه اللحظة حولت حزنه إلى ابتهاج وفرح عظيم، وجعلت قلبه يتبعها أينما ذهبت، مسلوب الإرادة بحبها.
* الصورة الفنية: القلب الذي يسير خلف مسراها يدل على الانجذاب الكلي والطاعة المطلقة للحب.
"قـــــد فـــــارق الآه والآنـــــات أوردتـــــي / و سـتـوطنت فـي صـميم الـروح عـيناكي"
* المعنى: قبل حبها، كان الشاعر يعيش في معاناة وهموم (الآه والآهات). بوجودها، زالت هذه المعاناة من عروقه. عينا المحبوبة استقرت في أعمق نقطة من روحه، وهذا يدل على تغلغلها في كيانه.
* الصورة الفنية: استيطان العينين في صميم الروح يدل على احتلال المحبوبة لكل فكر ومشاعر الشاعر.
"تــنـفـر الــقـلـب مــنــي يــــوم صـادفـكـي / و راح يـــرفــل حـــبــاً فـــــي حـنـايـاكـي"
* المعنى: يصف الشاعر كيف أن قلبه انفصل عنه (نفَر منه) عندما رأى المحبوبة لأول مرة، وكأنه لم يعد ملكًا له. هذا القلب سرعان ما استسلم للحب وأصبح يتنعم في أحضان المحبوبة ووجودها (حناياكي).
* الصورة الفنية: القلب الذي ينفر من صاحبه ويذهب ليرفل في حنايا المحبوبة هو تجسيد لشدة الافتتان والوقوع في الحب.
"مـبـاهـج الـنـفـس طـــارت قــبـل أفـئـدتي / واتــبــع الــجـسـم روح لاجــــل يـفـداكـي"
* المعنى: فرحة نفسه ومسرّاتها طارت إليه قبل أن يطير قلبه (أفئدتي) إليها، وهذا يعني أن السعادة غمرته بسرعة فائقة. ثم تبع جسده روحه التي ذهبت لكي تفدي المحبوبة، مما يدل على التضحية الكاملة.
* الصورة الفنية: ترتيب الأفعال (طيران المباهج، ثم تبعية الجسد للروح) يوضح عمق الاستسلام والتضحية.
"انتي التي من سكبتي الحب في مخيلتي / وديـــر الــشـوق نـفـسـي نــحـو مـرفـاكي"
* المعنى: المحبوبة هي من غرسَت الحب في خيال الشاعر وأفكاره. وبسببها، توجهت نفسه وشوقه نحوها كوجهة نهائية ومأمن (مرفأ).
* الصورة الفنية: سكب الحب في المخيلة تصوير بديع لغرس المشاعر، وتوجيه النفس نحو المرفأ يدل على الأمان والغاية.
"حـتـى حـسـست يــداك تـمـتطي جـسـدي / بــكــل رفــــق تــلاطـف طــرفـي الـبـاكـي"
* المعنى: يصف الشاعر لحظة قرب وحميمية، حيث يشعر بيد المحبوبة تلامس جسده بلطف ورقة، وتُلاطف عينيه الباكيتين، ربما من شدة الشوق أو الفرح.
* الصورة الفنية: "تمتطي جسدي" استعارة توحي بالتحكم اللطيف والتملك العاطفي، و"تلاطف طرفي الباكي" تظهر حنانها وتعاطفها.
"ويــسـال الـــود مــنـك نــبـض خـاطـرتـي / لـــمــا تـــفــارق لــقـلـب نــبـضـه شــاكــي"
* المعنى: يسأل الشاعر المحبوبة (أو الود منها) لماذا تفارق قلبًا يعاني ويتألم (نبضه شاكي). هذا البيت يحمل نبرة ترجي وطلب الوصال، وكأنه يستعطفها لتبقى بجانبه.
* الصورة الفنية: "نبض خاطرتي" يسأل الود تعبير عن عمق الرغبة والاحتياج العاطفي.
"يـــا نـابـتٌ فــي ريــاض الــروح احـتـرني / واخــبـر الــشـوق يـقـصـر فـتـلـه الـذاكـي"
* المعنى: ينادي الشاعر المحبوبة "يا نابتًا في رياض الروح"، أي أنها جزء أصيل ومتجذر في أعماق روحه، وكأنها زهرة نبتت في بستانها. يطلب منها أن تحميه وتخبر الشوق بأن يخفف من حدته وقوته المفرطة (فتله الذاكي).
* الصورة الفنية: تشبيه المحبوبة بالزهرة النابتة في رياض الروح يدل على النمو والجمال والأصالة، و"فتل الشوق الذاكي" كناية عن شدة الشوق الذي يكاد يحرقه.
"راود شــعــوري يــخـفـف مــــن مـعـنـاتـي / وقـــل لـنـفـسي بـيـوم الـوصـل بـشـراكي"
* المعنى: يطلب الشاعر من المحبوبة أن تهتم بمشاعره وتخفف من معاناته. ويطلب منها أن تبشر نفسه بيوم اللقاء والوصال المنتظر، الذي سيكون بمثابة الفرج والبهجة.
* الصورة الفنية: "راود شعوري" طلب للالتفات العاطفي، و"بشراكي" تأكيد على أن الوصال هو أقصى أمانيه.
السمات البارزة في القصيدة:
* اللغة العاطفية القوية: الألفاظ المختارة كلها تحمل شحنة عاطفية عالية مثل "فرحتي"، "بسمة الحب"، "الحياة"، "مبتهجي"، "أحبك"، "الشوق"، "الود".
* الصور الفنية المتعددة: الشاعر يستخدم تشبيهات واستعارات مبتكرة ليعبر عن عمق مشاعره، مثل إشراق البسمة، استيطان العينين في الروح، القلب الذي ينفر، وغيرها.
* الترابط والتسلسل: القصيدة تسير في تسلسل منطقي يعكس تطور مشاعر الشاعر من أول رؤية للمحبوبة حتى تمنيه الوصال.
* التركيز على المحبوبة كمحور للحياة: القصيدة تجعل المحبوبة هي مركز الكون للشاعر، فوجودها يعني الحياة والسعادة، وغيابها يعني المعاناة.
* العاطفة الصادقة: يبدو الشاعر صادقًا في تعبيره عن مشاعره، مما يجعل القصيدة مؤثرة.
باختصار، القصيدة هي ترنيمة حب عميقة، يرى فيها الشاعر محبوبته ليس فقط كشخص يحبه، بل كجوهر حياته ومصدر كل بهجة وسعادة.
تعليقات
إرسال تعليق
أخي الزائر نحن سعيدون جدا بزيارتك لنا فزيارتك شي عظيم بالنسبة لنا و يهمنا كثيراً من فضلك أترك تعليقك هنا لما ترانا نستحقة من حروفك الذهبيات فألف الف شكر