ابن لعلم لا ابن جاه
--------------
الشاعر عارف أحمد سيف الميرابي
--------------
مـن رآنـي يـظن بـانني إبن جاهٍ
ومــا يـعـلم بـأنـني إبـن الـشقاء
و رثت شقاوتي عن ابي وجدي
كــريـم الأصــل يـسـمو بـالـعناء
رعـيـت الـشاه فـي كـل الـبراري
و اوردت الـمياه حـملا بـالسقاء
تـحملت الـعناء مـن صـغر سني
و دست الشوك من دون الحذاء
جـعـلت مـكارم الاخـلاق درعـي
و اغــمـدت الـشـجاعة بـالـوفاء
اطـلـقت الـعـنان لـخيال شـعري
وبـحـت لـلوجود بـاسرار الـغناء
لــقـيـت مـحـبـتا بــيـن الـبـرايـا
فـزانـتـنـي وكــانــت كـبـريـائـي
حـمتني مـن الـذي قد كنت فيه
وضـمـتـني مـــن بــؤس الـعـراء
فـكم نـال الـشقاء مـن امـنياتي
و كـم مـن اجـله اتـهمت بالغباء
و انـــي لاذكـــى الــنـاس عـقـلا
وان شـئـتم سـلوا عـني عـدائي
سـلوا عـني الـمطالع و الـقوافي
سـلـوا عـني الـمؤلف و الـروائي
فـيا مـن قـد ظننت الجاه مدحا
هـــو مـــدح لــو تـقـلد بـالـعطاء
عــطـاء الـكـف يـسـموا بـالـدنيا
يـرقـيـهـا الــــى حــــد الـسـمـاء
كـن مـن كـنت فـقد تـرفى بعلمٍ
يـهـل عـلـى الـنـفوس كـالـشفاء
فـيا مـن شـئت ان تمدح جنابي
فـمـدحني عــن طـيـب الـسخاء
اجــــود بــمـا الــكـف و إن لـــم
اجــد مــا انـفقوا اعـطي ردائـي
شرح قصيدة "ابن لعلم لا ابن جاه" للشاعر عارف أحمد سيف الميرابي:
المقدمة:
في هذه القصيدة، يصور الشاعر عارف أحمد سيف الميرابي رحلة حياته، وكيف أن الناس قد يخطئون في الحكم عليه من مظهره، ظانين أنه ابن جاه وسلطة، بينما هو في الحقيقة ابن كفاح ومعاناة. يوضح الشاعر أن قيمته الحقيقية لا تكمن في نسبه أو ثروته، بل في أخلاقه الحميدة وعلمه الغزير.
تحليل الأبيات:
* الأبيات (1-4):
* يستهل الشاعر قصيدته بتوضيح سوء الفهم الذي يقع فيه البعض، حيث يظنون أنه ابن جاه ونعيم، بينما هو ابن معاناة ورثها عن أجداده.
* يؤكد على أن الأصل الكريم لا يتعارض مع تحمل المشاق والصعاب.
* الأبيات (5-8):
* يصف الشاعر تجاربه في رعي الأغنام وجلب الماء، مما يعكس حياة قاسية مليئة بالتحديات.
* يؤكد أنه تحمل هذه المصاعب منذ صغره، ولم تثنه عن السعي.
* الأبيات (9-12):
* يبرز الشاعر القيم التي تحلى بها، مثل مكارم الأخلاق والشجاعة والوفاء.
* يصف الشعر بأنه المتنفس الذي يعبر به عن مكنونات صدره.
* الأبيات (13-16):
* يذكر الشاعر كيف تلقى محبة الناس وتقديرهم، مما منحه العزة والفخر.
* يصف كيف أن هذه المحبة أنقذته من البؤس والعراء.
* الأبيات (17-20):
* يعبر عن كم الأحلام التي ضاعت بسبب المعاناة التي واجهته.
* يؤكد على ذكائه وفطنته، ويتحدى من يشكك في ذلك.
* الأبيات (21-24):
* يدعو الشاعر إلى سؤال أهل العلم والأدب عنه، للتأكد من مكانته بينهم.
* يؤكد على أن الجاه الحقيقي يكمن في العطاء والكرم.
* الأبيات (25-28):
* يبين أن العطاء هو الذي يرفع من قدر الإنسان.
* يدعو إلى التحلي بالعلم، الذي يشفي النفوس ويهذبها.
* الأبيات (29-32):
* يطلب من الناس أن يمدحوه بكرمه وسخائه.
* يختم الشاعر قصيدته بالتأكيد على كرمه وعطائه، حتى في أصعب الظروف.
الرسالة:
تنقل القصيدة رسالة قوية حول أهمية الأخلاق والعلم، وتؤكد على أن القيمة الحقيقية للإنسان لا تقاس بالمال أو النسب، بل بما يقدمه من خير وعطاء. وتدعو إلى عدم الحكم على الناس من مظاهرهم، بل من جوهرهم وأخلاقهم.
تعليقات
إرسال تعليق
أخي الزائر نحن سعيدون جدا بزيارتك لنا فزيارتك شي عظيم بالنسبة لنا و يهمنا كثيراً من فضلك أترك تعليقك هنا لما ترانا نستحقة من حروفك الذهبيات فألف الف شكر