بكر غبش شق قلبي شقتين

بقايا امانينا

--------------

عارف الميرابي 

--------------

يــــا لــيـلـه الــقـدر ضــمـي امـانـيـنا

لاشــــي بــاقــي لــنـا غـيـرهـا فـيـنـا

لــقــد تــحـطـم كــــل مــــا يـقـربـنـا

و بــــــات نــــــار الـــصــد يــكـويـنـا

حـتـى الـحـروف الـتـي كـنا نُـشفرها

تـكـشـفـت كــــي تــرضــي اعـاديـنـا

لــيـل الـعـبـارات قـــد صــار يـنـكرنا

ســــــواده لـــــم يـــغــدو يـغـطـيـنـا

كـــل الـجـسـور الـتـى كـنـا نـشـيدها

تــســاقــطـت قـــبـــل ان تــمـشـيـنـا

لا ذنـــــب يــجــري ألا إنــنــا بــشــرٌ

لــيـس لــنـا خـزيـنـة مـــال تـحـمـينا

بــشـاشـة الــحــب امــسـت تـعـذبـنا

و نــشـوة الــوصـل صــارت تـنـاوينا

تــنــكـر الــعــيـش فـــــي مــوائــدنـا

و بــات يـشـكوا مــن بـطش ايـادينا

الــيـه تـمـتـد بـــلا رفـــقٍ و نـمـضغهُ

مــثـل الــوحـوش نــغـدوا اذ تـولـينا

نـلـهوا و نـلـعب و الأحـقـاد تـعـصرنا

و الـجـبن يـزحـف مــن كـل نـواحينا

و الــغـدر يـسـتـوطن فــي ضـمـائرنا

مــــن يــرانـا يـحـسـب أن مـجـانـينا

الـحـب يـقهر جـموح الـحب بـعنوته

و يـحرق الـصد جميع ازهار تصابينا

تـولـد الـكـره فــي اعـمـاق جـوارحنا

حـتى كـأن لـم نـكن من قبل محبينا

فما الذي جعل الايام تدمي جوانحنا

و تـجـعل الـدمـع يـهـمي مـن مـآقينا

نـامـت عـلـى شـفـة الأوهــم بـسمتنا

وسـتيقظت مـن نعيم الحب مأسينا

وبـالـت لـيـل الأسـى بـالذل يـوأرقنا

و يـبـعث الـحزن مـن ذكـرى تـلاقينا

فــــلا زوايــــا و لا كــــواخ تــذكـرنـا

و لا مـواعـيـد تـشـهد عــن تـصـافينا

يــا لـيـلة الـقـدر و الله لـن يـبقى لـنا

الا بــأنـك فـــي الاجـــداث تـضـمـينا

مــاتــت نــفـوس الــوفـاء و مــضـى

مـــن قـبـلها مــا تـبـقي مــن امـانـينا 

بالتأكيد، إليك شرح مفصل ودقيق لقصيدة "بقايا أمانينا" للشاعر عارف الميرابي:

المقدمة (الأبيات 1-2):

 * يبدأ الشاعر قصيدته بمناجاة لليلة القدر، وهي ليلة مباركة في الإسلام، يطلب منها أن تضم أمانيه المتبقية.

 * يصور الشاعر حالة من اليأس وفقدان الأمل، حيث لم يتبق له سوى هذه الأماني المعلقة على كرم ليلة القدر.

تصوير الواقع المؤلم (الأبيات 3-8):

 * يصف الشاعر كيف تحطمت كل الروابط والعلاقات التي كانت تربطه بالآخرين.

 * يشير إلى أن نار الصد والهجران تكوي قلبه، مما يسبب له ألمًا عميقًا.

 * حتى الكلمات والأسرار التي كان يشاركها مع أحبائه أصبحت مكشوفة، وتستخدم ضده لإرضاء الأعداء.

 * يصور الشاعر الليل في هذه القصيدة على أنه رمز للظلام واليأس، حتى الليل لم يعد يسترهم.

 * كل الجسور التي بناها الشاعر مع من يحبهم قد انهارت.

وصف حالة الضعف الإنساني (الأبيات 9-14):

 * يعترف الشاعر بأنهم بشر يخطئون، وأنهم لا يملكون المال أو السلطة التي تحميهم من قسوة الحياة.

 * يصف كيف تحولت لحظات الحب والوصل إلى عذاب وألم.

 * يشير إلى أن الحياة أصبحت قاسية عليهم، وأنهم يعانون من ظلم الآخرين.

 * يشير الشاعر إلى أنهم أصبحوا كالوحوش.

تجسيد مشاعر الكراهية واليأس (الأبيات 15-20):

 * يصف الشاعر كيف تحول الحب إلى كراهية، وكيف أصبحت القلوب مليئة بالضغينة.

 * يتسائل الشاعر عن سبب تحول الأيام الى مصدر للألم.

 * يصف الشاعر كيف أن الحزن قد حل محل السعادة.

 * يصف الشاعر حالة من اليأس الشديد وفقدان الأمل في أي مستقبل أفضل.

الخاتمة (الأبيات 21-22):

 * يختم الشاعر قصيدته بمناجاة أخرى لليلة القدر، متمنيًا أن تكون هي الملاذ الأخير لهم.

 * يؤكد الشاعر على أن كل معاني الوفاء قد ماتت، وأن الأمل قد تلاشى.

 * يصف الشاعر أن الأماني قد ماتت.

التحليل الفني:

 * اللغة: يستخدم الشاعر لغة قوية ومؤثرة، مليئة بالصور الشعرية التي تعبر عن عمق الألم واليأس.

 * الصور الشعرية: يستخدم الشاعر العديد من الصور الشعرية، مثل "نار الصد"، "ليل العبارات"، و"جسور المحبة"، لتجسيد مشاعره وأحاسيسه.

 * العاطفة: القصيدة مليئة بالعواطف الجياشة، وتعبر عن حالة من الحزن العميق واليأس الشديد.

 * التكرار: يكرر الشاعر بعض الكلمات والعبارات، مثل "ليلة القدر"، للتأكيد على أهميتها في القصيدة.

المعاني والدلالات:

 * تعبر القصيدة عن حالة من اليأس وفقدان الأمل، نتيجة لتجارب مؤلمة في الحياة.

 * تسلط الضوء على قسوة الحياة وصعوبة الظروف التي يمر بها الإنسان.

 * تعكس القصيدة حالة من الحزن العميق والشعور بالوحدة والعزلة.

 * تحمل القصيدة رسالة أمل، حيث يلجأ الشاعر إلى ليلة القدر كملجأ أخير لتحقيق أمانيه.