بما أنَّ قلبًا فيَّ لمْ يَستَطعْ صَبرا
وبي نفسُ طهرٍ لا تشابِهُها أخرْى
رفعتُ يَدي عن كلّ وَجهٍ مُزيفٍ
وكلِّ ابنِ حقدٍ كنتُ أمدحُهُ شِعْرا
وكلِّ قبيحٍ كانتِ العينُ مَسكنًا
لهُ سَكَنَ اليُمْنى ...
وطاحَ منَ اليُسْرى
أنا آسفٌ يا خافِقي ..
غيرُ آسفٍ
على تركِ خلٍّ لم يُحِط بالنّقا خُبرا
على هجرِ قومٍ حَرَّكتهُمْ مَصالِحٌ
على طمسِ أصفارٍ وَضعتُ لها قَدرا
عَتقتُ حياتي مِن ذبولٍ مُبَكرٍ
غسلتُ يَدي مِن كلِّ مايَجلِبُ الضُّرَّا
وعنْ غادة حدّثتُها :
صرتُ مُدمِنًا عليكِ
. . . ولَمْ تَترُكْ لنِسيَانِها خَمْرا
تَناءَت وفي صدري يتيمٌ بحَيرَةٍ
يَدقُّ ويَهذي : ما الذي غَيَّبَ العَذرا ؟؟
لقَد
كانَ كلُّ الدهرِ سعدًا بِقــربِــها
وغابَت ...
فَصارَ الوجدُ مِن بُعدِها دَهرا
أنا نادِمٌ عَن كُــلِّ شــيءٍ هَويــتُهُ
وأطعمتُهُ الحَلوى فأسقانيَ المُرَّا
وعَنْ غائِبٍ قَد كنتُ أرجو إيابَهُ
فآبَ وَلكِن لمْ يُرِح وَصلُهُ الصّدْرا
لقَد مرَّ من فوقِ اشتياقي مُعَلّــقًا
قلوبًا بلا نَبضٍ كَمَن لمْ يعُد يَقْرا !!
سريعًا كلمحٍ مَرَّ من فوقِ مُهجَتي
كأنّي لِما أنشَدتُهُ طالِبٌ أجْرا !!
أنا كــلُّ ذنــبي أنَّ روحي غَفورَةٌ
تسامِحُ من تَهوى ولو أنَّ بي قَهْرا
تَغُضُّ عنِ الأحبابِ طرفًا يَرى الغَوى
وتجزيهِمُ -إنْ مرةً أحسَنوا- عَشْرا
أنا ساخِطٌ مــنّي عــليَّ بعَــدِّ مَنْ
ظَنَنتُ بِهِم خيرًا ، عَلِمتُ بِهم شَرّا
عنِ الناسِ كَم حــاولتُ إخفاءَ أنّتي
ولكنهُم يَدرونَ من عينيَ الشكْرى
لقد شَجتِ الآهاتُ صَدري فلم أعد
أحنُّ إلى شيءٍ سوى الغفوةِ الكُبْرى
مُمــيتٌ هوَ الجرحُ الذي إنْ شَرحتَهُ
نَدِمتَ وإنْ حَــجَّبتَــهُ زِدتَــهُ عُــهْــرا
ومَوتٌ هوَ النزفُ الذي لا تَعيــــشُــهُ
لوقتٍ وجــيزٍ بَــل لأزمِــنَــةٍ تَــتْــرى
ونارٌ دروبُ الودِّ في عينِ مــخلصٍ
يَرى أنَّ حبَّ الزيفِ في العالمِ استَشْرى
عــــذاابٌ
وما أقسى العذابَ الذي إذا
أردتَ بأنْ تَنساهُ عادت بِكَ الذِّكْرى
أليسَ عــذابًا أنْ أرى كــلَّ ساعِدٍ
-تَخيلتُهُ ضِلعي- يُريدُ بيَ الغَدْرا !!
أنا ساخِطٌ منّي عليَّ
ولستُ ساخِــطًــا من أُنــاسٍ
أنبَتــوا في دَمي جَمْرا
أحــبَّةُ قَهري ....
عَلَّمــوني ونَرجَــسوا
يحقُّ لقلبي أن يَقــولَ لهُم : شكراً !!
#فضفضة
عبدالواسع فؤاد
تعليقات
إرسال تعليق
أخي الزائر نحن سعيدون جدا بزيارتك لنا فزيارتك شي عظيم بالنسبة لنا و يهمنا كثيراً من فضلك أترك تعليقك هنا لما ترانا نستحقة من حروفك الذهبيات فألف الف شكر