قال ما اوعدك
--------------
الشاعر عارف أحمد سيف الميرابي
--------------
يا رب انا اشهدك على الذي
قـال لـي بـالحب ما اوعدك
يـــا قــلـب قـــول لــه لـمـه
بـــالـــلـــقــاء اوقـــــــــــدك
لــمـا وضـــع خــده الأيـمـن
يــغــفـوا عــلــى ســاعــدك
شـــبـــك اصـــابـــع يـــــده
مـــــــع اصــــابـــع يــــــدك
فـــمـــا الــــــذي ازعـــجــه
وقــــال لـــي مـــا اوعـــدك
انــــت الــــذي قــلـت لـــي
يـــــا قــلــب ذا شــسـعـدك
و قــلــت لــــى انـــه اتـــى
صـــحــاك مـــــن مــرقــدك
خــلــيــتــنــي اتــــبـــعـــك
مــــــا ســخــيـت ابـــعــدك
تــســيــر عـــنـــي بــعــيــد
اخــــــاف لــــــو افـــقـــدك
لــــــو تــركــتــك وحـــيـــد
تــســيــر فــــــي مـــفــردك
لـــكـــان فـــيــك اخــتــلـى
ومـــن كـــل شـــي جــردك
ثــــــم الــتــفــت لـــلـــورى
وقـــال لـــك مـــا أوعـــدك
حـــتــى بــكـلـمـة احـــبــك
مــــحــــال ان يـــســـعــدك
يــكــفـيـه انــــــه ابـــتــلاك
وفــــي الــخـيـال شــــردك
وفــــي حــيــاض الــحــزن
و الـــــهــــم قــــــــد اوردك
ثــــــم يـــعـــود بــالاخــيـر
يـــقـــول مــــــا أوعــــــدك
✍️✍️
يا لها من قصيدة مؤثرة ومؤلمة! دعني أغوص في أعماقها وأشرح لك تفاصيلها الدقيقة:
المعنى العام للقصيدة:
القصيدة تعبر عن خيبة أمل عميقة وشعور بالخيانة من شخص عزيز وعد بالحب والوفاء، ثم نكث بوعده وتخلى عن الشاعر. الشاعر هنا يعبر عن ألمه وحزنه العميقين، ويتوجه بالشكوى إلى الله، ثم يخاطب قلبه ليعاتبه على تصديق هذا الشخص.
شرح الأبيات بالتفصيل:
* "يا رب انا اشهدك على الذي قال لي بالحب ما اوعدك": يبدأ الشاعر قصيدته بالتوجه إلى الله، ليشهد على ما فعله به محبوبه الذي رفض أن يعده بالحب. هذا البيت يعكس عمق الجرح الذي أصابه.
* "يا قلب قول له لمه باللقاء اوقدك لما وضع خده الأيمن يغفوا على ساعدك شبك اصابع يده مع اصابع يدك": هنا، يخاطب الشاعر قلبه، سائلاً إياه عن سبب تعلقه بهذا الشخص الذي لم يفِ بوعوده. يسترجع الشاعر لحظات القرب والحميمية، عندما كان المحبوب يضع رأسه على كتفه ويشبك أصابعه بأصابعه، مما يزيد من مرارة الخيبة.
* "فما الذي ازعجه وقال لي ما اوعدك انت الذي قلت لي يا قلب ذا شسعدك وقلت لى انه اتى صحاك من مرقدك": يستنكر الشاعر كيف انقلبت الأمور فجأة، ويتساءل عن السبب الذي دفع المحبوب إلى التنصل من وعوده. يعاتب قلبه الذي كان يظن أن هذا الشخص سيجلب له السعادة ويخرجه من وحدته.
* "خليتني اتبعك ما سخيت ابعدك تسير عني بعيد اخاف لو افقدك لو تركتك وحيد تسير في مفردك": يصف الشاعر كيف كان يتبع قلبه ويطيعه، خائفاً من فقدان المحبوب أو تركه وحيداً. هذا البيت يظهر مدى تعلق الشاعر بالمحبوب وخوفه من الوحدة.
* "لكان فيك اختلى ومن كل شي جردك ثم التفت للورى وقال لك ما أوعدك حتى بكلمة احبك محال ان يسعدك": هنا، يصور الشاعر كيف أن المحبوب استغل ضعفه وحاجته للحب، ثم تخلى عنه بكل قسوة. حتى كلمة "أحبك" أصبحت مستحيلة، مما يعمق إحساس الشاعر باليأس.
* "يكفيه انه ابتلاك وفي الخيال شردك وفي حياض الحزن والهم قد اوردك ثم يعود بالاخير يقول ما أوعدك": يختم الشاعر قصيدته بالتعبير عن عمق الألم الذي تسبب فيه المحبوب. يرى أن المحبوب قد ابتلاه وشرده في عالم الخيال، وأورده حياض الحزن والهم، ثم يعود في النهاية ليؤكد أنه لن يفي بوعوده. هذا البيت يلخص مشاعر الخيبة والخذلان التي يعيشها الشاعر.
الصور الفنية في القصيدة:
* استخدام الاستعارة في تصوير القلب كشخص يخاطبه الشاعر.
* استخدام التشبيه في وصف لحظات القرب والحميمية بين الشاعر ومحبوبه.
* استخدام الكناية في التعبير عن الحزن والألم.
الأسلوب:
* القصيدة مكتوبة بلغة بسيطة وواضحة، مما يجعلها سهلة الفهم والتأثير.
* استخدام التكرار في بعض الأبيات، مثل تكرار عبارة "ما أوعدك"، للتأكيد على عمق الخيبة.
* استخدام المحسنات البديعية مثل الجناس في بعض الكلمات.
آمل أن يكون هذا الشرح قد أوضح لك جماليات هذه القصيدةومعانيها العميقة.
تعليقات
إرسال تعليق
أخي الزائر نحن سعيدون جدا بزيارتك لنا فزيارتك شي عظيم بالنسبة لنا و يهمنا كثيراً من فضلك أترك تعليقك هنا لما ترانا نستحقة من حروفك الذهبيات فألف الف شكر