غزل تهامي..
ملحوظة.. لا شتقراه انتبه لتشكيل
قاسيتْ كَمْ في هَوِى امقاسِي
أشربْ هَواهْ باردو كامْسُمّ
وااصَابحَ الناسْ واامَاسِي
بازيَبْ رِقيقْ في امحَبيبْ انْظُمْ
فِي ظَاهرِي بَسطْ عَباسِي
وفي امقَلبْ كَمْ يا كُرَبْ تَعكُمْ
مَطّرْ وصَحّا على راسي
كَمّلْ زماني وذَا انَا اهُمّ
غَلبُو مَلانُو الزمانْ كاسِي
امقَهرْ يَملاهْ وَانَا اعُمْ
ثُوبَ امغَلايَبْ على قِياسِي
كَم يَفتَرِطْ وارقَعُهْ والُمْ
واذّكّرُه لو يِعِيشْ ناسِي
مِثلَ امحَمَامْ لا ذْكَرْ يَزجُمْ
وصَلّيْ على الخَتمْ نِبراسِي
ومِن عَرفْ جَنّاتْ حُبهْ شُمْ
..............
وبحسب طلب بعض الأحبة المتابعين نضيف هنا شرحا لبعض المفردات..
* (لا شتقراه انتبه لمتشكيل)أي إذا ستقرؤه انتبه للتشكيل،
*في هوِى، وضع الكسرة هنا تحت الواو للتعبير عن الإمالة، والإمالة في قراءة ورش في كثير من الأسماء والأفعال المقصورة والمدودة أحيانا في القرآن، موسى والضحى، وكلمة مجراها في قراءة ورش وغيرها، وهي النطق بالحرف بتمايل إلى الكسرة.
*وكلمة (امقاسي) معناها القاسي يقصد الحبيب القاسي، و أَمْ بدل أل التعريف هذا معروف في الحميرية في عدد من مناطق اليمن، بل وفي مصر وكثير من مناطق الشام في قليل من الكلمات فيقال امبارح ومعناها البارح، وامبابا ومعناها البابا،
* باردو كامسُم، أي باردٌ مثل السم، والواو تضاف في اللهجة التهامية لتمييز الاسم النكرة، فتقول كتابو وقلمو وبعض الناس يكتبونها ضمه فقط وليس واوا، لأن أصلها ضمتين ولكن في يمن تهامة يختصرونها إلى ضمة واحدة، وأما في لهجة مناطق شام تهامة فينطقون الاسم المنكّر بالتنوين التام أي ضمتين فيقولون مثلا :بلادنا حرٌ وشمسٌ وبلادكم برودٌ.
*(وااصابح الناس وااماسي باازيَبْ ) أي أصابح الناس وأماسيهم، أي أظهر عليهم في الصباح والمساء وأنا أنشد شعر (أزيب)، وهو أحد ألوان شعر الغزل في يمن تهامة، ويسمى أزيب باسم الريح الباردة التي تهب في الشتاء،
*في ظاهري بسط عباسي، أي يبدو عليّ في الظاهر أنني أتمتع بمظهر النعمة والانبساط مثل المترفين في عهد الخلفاء العباسيين.
* وفي امقلب كم يا كرب تعكم، أي وفي القلب كم وكم من كرب تتراكم وتتعاكم وتعجن فيه.
* مطّر وصحّا على راسي، أي نزل المطر وأخذ مدته حتى توقف على رأسي، وليس المقصود هنا المطر ولكن كناية عن الأحداث والمصائب التي مر بها في علاقته مع المحبوبة.
* كمّل زماني وذا انا اهمّ، أي عمري انتهى أو شارف على الانتهاء وها أنا ذا لا زلت حليف الهم،
*(غلبو ملانو الزمان كاسي)، والغلب في لهجتنا أي الحسرة والأسف، تقول مثلا فلان غلب بعد موت ابنه،
ملانو أي ملآن طول الزمان كأسي بالحسرة.
* (امقهر يملاه واانا اعُم)، أي ما أجده في حياتي مع المحبوب من قهر لي يملأ كأسي بالحسرات، وأنا أعُمّ أي أشرب وأتجرع،
* ثوب امغلايب على قياسي كم يفترط وارقعه واالم ، أي ثوب الحسرات على قياسي تماما، كم من مرة ينقطع ولكني أرقعه وألمّه لأستمر لابسا إياه.
* واذكّره لو يعيش ناسي، مثل امحمام لا ذكر يزجم، أي سأظل أذكّر الحبيب بما بيننا وما اجد في حبه، حتى لو ظل يعيش العمر ناسيا، لأنني مثل الحمام إذا ذكر شيئا يزجُم أي يغرد من صدره بصوت حزين،
* وصلي على الختم نبراسي، ومن عَرفْ جنات حبه شُمْ
أي وأنت يا من تسمع شعري هذا صلّ على خاتم النبيين الذي هو نبراسي، أي مصباحي في الظلمات،
وسيكون جزاءك، أن يجعلك الله تَشَمّ أي تستروح وتستنشق من روائح عطور جنات محبة النبي عليه من الله أفضل الصلوات وله منا الصلاة وأتم التسليم.
رائع جدا استاذي الفاضل
ردحذف