بكر غبش شق قلبي شقتين

بِهمّي تَنوءُ الأرضُ والعالَمُ الأعْلى

لأنَّ بِعينَيَّ الخَوافي غَدَت أجْلى

 وما أبحَرتْ فيهِ النُّهى باختِلافِها

 تَوَحَّدَ في عينيَّ ما ضَلَّ أو زلّا 

فَقدْ زُرتُ دارَ الحَقِّ حَيًّا ولَمْ أمُتْ 

وأبصرتُ ما يُتلَى عَلينا وما يُملَى

وَلو أجمعتْ كُلُّ العُقولِ على غَوًى

 لما اخترتُ يا مَمشايَ إلا الهُدى سُبْلا

هيَ النَّفسُ مِن ماءِ الخَطايا تَكَوَّنَتْ

  أوِ انَّ الخَطايا أنفُسٌ لِلمَلا أصْلا

لذا صارَ ما بيني حِجابٌ وبينها

 مَرايا لأضواءِ الحَقائِقِ تُسْتَجْلى

رياحُ الرَّدى تَلهو بأقدارِنا فلا

  ذِمامًا يُراعي نافِخوها ولا إلّا

 فقَتلاكَ في صَنْعا وغَزَّةَ عِندَهُم 

 حُقولُ تَجاريبٍ، وَلن يُحسَبوا قَتْلى

 إذا المالُ أمسَى قاتِلًا ومُجَنِّدًا 

 فَمَن يا ضَحايا البَذلِ قَدْ يُوقِفُ البَذْلَا؟

ولِلجُوعِ في كلِّ الزّوايَا مُعسكَرٌ 

 وشمسٌ مِن التّصعيدِ لا ترحمُ الظِّلا 

 إذا أعْيُنُ الشَّيطانِ لمْ تَستَرِحْ لَنا

 ولَمْ يَرضَ عَنّا اللهُ فالمَنهَجُ اختَلّا 

 وما يَستوي قَرنٌ مِنَ الصَّبرِ في الهُدى 

وطرفةُ عَينٍ في لَظى والشَّوى تُغْلى

ولكِنَّهُ الشيطانُ نادى أنِ اسمَعوا

 فلا نَعَمٌ جاءتْ بِخَيرٍ ولا كَلّا

فمَن قَالَ (لا) يخسرْ نعيمًا بذِلّةٍ

ومَن لَم يَقُل فالخُسرُ والذّلُّ قد جَلّا

 خَسِرنَا النَّعيمَ العِزَّ حِينَ تَفَرّقَت 

 بِنا الخُطُواتُ الغَيُّ والدّربُ كَم ضَلّا

 عَبَدنَا طَوَاغِيتَ العُروشِ فتَاهَتِ

الرَّواحِلُ، قَالَ التَّيهُ: لا تُنزِلُوا الرَّحلَا

 غَدَت مِن (بُخارِستَان) كَعبَةُ رَبِّنَا 

 تَحُجُّ إلى الأَقصَى وتَستَصعِبُ السّهلَا

.................فؤاد المحنبي

/////////////////

القصيده الثانيه

(فواتح الحمد)

 بنُورِكَ أُجـرِيهَا وَباسمِكَ أَبتدي 

لأنَّكَ رَبُّ العَالَمِينَ فَكُن يَدي

فَأنتَ رَحِيمٌ بالعِبادِ وَإنْ عَصَوا 

وَمَالِكُ يومِ الدِّينِ، يَا خَيرَ مَقصَدِ 

وَأنَّكَ يَا رَحمَنُ مَولَى مَسِيرِهَا 

 إِذَا ضَلَّ خَرّيتُ السُّراةِ بفَدفَدِ  

أَجِبْ وَاهدِنَا نَهجَ السَّلامِ صِرَاطَ مَنْ 

تَكَرَّمتَ إِنعَامَاً عَليهمْ بأَحمَدِ  

صِرَاطًا سَواءً لا صِرَاطَ مَنِ انطَوَوا 

عَلى غَضَبِ الجَبَّارِ مِنْ كُلِّ مُفسِدِ 

صِرَاطًا سَوِيًا لا صِرَاطَ مُضَلِّلٍ  

تكَنّفَهُ داعُو الغَوى وَالتَّشَدُدِ 

 لِتَجري عَلى أَمْوَاجِ حَمْدِكَ حَافِظـًا 

 وَتَقنُتَ لِلقُبطَانِ أَزكَى مُحَمَّدِ 

 فَقَدْ ضَلَّتِ الفُلكُ التي لا تُطِيعُهُ 

 إلى جُزُرٍ يَأَوي لَهَا كُلُّ مُلحِدِ 

 

فَأَمسَى بِهِمْ إِبليسُ مَولًى وَسَيّدًا

 يُشِيدُ لَهُمْ في نَهجِهِ أَلفَ مَعبَدِ 

 يُحَرِكُّهُمْ بالمَالِ وَالرِّجسِ كَالدُّمى

 غُرورًا وَيُغرِيهِمْ بعَيشٍ مُخَلَّدِ 

  

وأَضحَى يُمَنِّيهِمْ بِوَعدِ مَغَانمٍ 

مِنَ الخِزي وَالإذلالِ يَا شَرَّ مَوعِدِ 

 وَخَطَّ لَهُمْ آيَ الغَوَى في صَحَائِفٍ 

 مِنَ الإفكِ تَعزُو الإثمَ لِلجَوهَرِ النَّدي 

 

فَشَقُّوا سَبيلَ الحَقِّ وهيَ وَحِيدةٌ 

إلى سُبُلٍ فَوقَ الضَّلالِ المُجَرَّدِ 

هُنَا أُمّةٌ وَالَتْ عَلِيًّا وهَاهُنا 

 حُسَينًا وَبالسُّوْأَى تَرُوحُ وَتَغْتَدي

 

وَرَهطٌ مَعَ المَهديِّ في كُلِّ حِقبَةٍ 

 لَهُمْ أَلفُ مَهديّ بِوَهمِ الهُدَى الصَّدي 

 

يَمُوتُونَ قَبلَ الوَعدِ بالنَّصرِ وَالهُدى

 وَأشيَاعُهُ غُلفٌ بِعَقلٍ مُجَلمَدِ

 فَلا قَاتَلوا الدَّجَالَ يَومًا ولا رَأَوا 

بِمَهدِيِّهِمْ إلا انبلاجَ التَّهَوُّدِ   

 

ورَهطٌ لَهُمْ في سُنَّةِ اللهِ أَلسُنٌ 

 يَهُودِيَّةٌ تَقتَادُ لَيلًا بلا غَدِ  

 طَوَاغِيتُ إِِضلالٍ عَلى الكَعبَةِ ابتَنَوا

مَنَارًا لِمَاسُونِ الغَوى وَالتَّمَرُّدِ 

 وَطُغمَةُ إِفكٍ مِنْ لِحَاهُمْ دِمَاؤنَا 

 تَسِيلُ بِطُوفَانٍ مِنَ الظُلمِ مُزبِدِ 

 يَفُوهُونَ لِلدُّنيا بِحُكمِ شَرِيعَةٍ 

 وَكَمْ قَعَدوا لِلنُّورِ مِنْ كُلِّ مَرصَدِ 

 قَدِ استَبدَلوا مِنْ رَحمَةِ اللهِ غِلظَةً 

 وَإِفكَاً وَتَبشِيعـًا لِكُلِّ مُمَجَّدِ

...........فؤاد المحنبي........

///////////

القصيده الثالثة 

اصمتي اليومَ يا الحروفُ المضِيئَةْ 

رَيثما تَنقَضي الأماسي البَطِيئَةْ 

عــمرُ اللــيلِ والخَــطايا رَمــادٌ  

لِرُؤوسٍ نَمَت بوَحلِ الخَطِيئَة

فَــــضُــحانا مُلــغّــمٌ بالمَــآسي 

ورُبانا الصّفراءُ ليستْ وطيئَة

استديري تَستَبصري ما تُعاني 

فَوهَةُ الجرحِ والأماني الوَجِيئة 

ها هُنا عــاشِقٌ وما ثــــمَّ لَيلى 

يَتَــغنّى بجَعجَــعاتٍ رَدِيــئَــة 

 عبّأ اللاتَ مِلءَ فــكَّــيــهِ تَقدِيـ

ـسًا ودامَــت بِاللعــنِ مِــنهُ مَليئَة 

ألبَسَ القدرةَ الحَضيضَ وولّى

جاحِدًا للســماءِ فــيهِ مَشــيئَة

وهُنا في مفاوز الــجَهلِ أنثى 

فلتَرتْ صورةَ الغلافِ القَمِيئَة 

وهُنا في جهنّم الأرضِ مَذبوحٌ

يُحابي المُــدى بعــينِ جَــريئَة

وهُنا الفيسبوك والإكس والتيكتك والتلجرام لِلعُقمِ بِيئَة

 تَجتَدينا المُتابَعــاتُ بإسفافٍ 

 ولَوْ بِالتَّــوَهُّــجاتِ المُــسيئَة 

حاصَرتنا الأوزارُ مِن كلِّ لَحنٍ

ليسَ إلاكِ يا حُــروفي بَرِيــئَة 

وجَثامينُ جَوقةِ الجَهلِ في السّبــ

ــعينِ بالكُرهِ والــرَّدى مُســتَفيئَة

 يا مَغاني صنعاء عُودي رُويدًا

 وانشُري طلّةً عَــليــنا وَضِــيئَة 

 امنَحــــينا هُنَيــهَــةً مِن جــمالٍ 

 واجعَليها رُغمَ النَّسيءِ النَّسِيئَة

الشاعر الكبير فوأد المحنبي