القائمة الرئيسية

الصفحات

● همسات حزينة. 
تمشي وحيداً حاملاً خيبات اللقاء والأصدقاء، 
تكتم زفرات ملتهبة نار بلا إطفاء
وتكبت ذلك الغيض والفيض على حواف الإناء، 
وتثقل الحقيبة على كاهلك
بما فيها من ذكريات قهر وشقاء. 
وتختلف عليك المسارات وأنت حائراً
أيّهم سيأخذك إلى الفِناء أم إلى الفَناء. 
ترحلين تاركة وراءكِ ذكريات وألم، 
و ترسمين في المكان والزمان صورة
من بلا ورقة ولا ريشة ولا قلم. 
عبيركِ يعبق في الأرجاء ولون أشياءكِ يطوف راقصاً  
ويضفي على المكان رونقاً ما بين الحقيقة والحلم. 
و تذوب الأشياء في بعضها 
وتهرب الذكريات عائدة للمكان
تبحث عنا فلا تجد إلا الحسرة والندم. 
طريق العودة دربٌ جديد لأول مرة
أسير فيه وأراه، طريق مُمِلٌ ثقيلٌ طويل، 
فارغ وساكن ومُؤلِمٌ كالرحيل.
انتعاشة الهواء لم تغير كآبة المشهد 
وشجن العصافير على أعمدة القناديل. 
وأرجع خائباً فقد فوتُ قطار الليل. 
وأنت تغلق باباً بعد طول عناء وتفكير وإعادة نظر. 
وتهرب من تأنيب الضمير و تتحايل بالنسيان والسفر، 
لكن فجأة يفتح لك وعليك أفقاً مجهولاً رياحاً ومطراً، 
وظلام ثقيل يجثم على القلب والصدر. 
تحاول جاهداً الرجوع لحالتك الأولى
 وتبحث عن ضوء برق أو نور قمر. 
لكن الباب الذي أغلقته يأبى أن يفتح
 فمفتاحه ضاع كما ضاعت أحلامك 
بين السنين ومُضي العمر.
أسافر على أجنحة الذكريات الحالمة
لزمن غابر قديم موغل في القِدم 
وأستذكر محطات كنا فيها كقصص ألف ليلة وليلة، 
فنٓعبر المسافات على ظهر ماردٍ 
خرج لِتوِهِ من قُمقُمِه ليتراءى لنا قصركِ المهيب 
المحاطِ بهالةٍ من الحكايات اللامنتهية 
في انتظار صياح ديك شهرزاد. 
و أصحو على أملٍ فكِّ طلاسم حروف كتابك المختوم. 
أقف منتظراً في فراغات الزمن 
أراقب حركات عقارب الساعة 
ممنياً النفس بقرب الوصول والوصال، 
تأخذني الشوارد إلى عمق الماضي 
ناسياً كم من الوقت مكثتُ على نفس الحالِ. 
تغير لون المكان ورائحته
وحتى الأصوات تغيرت والظِلال، 
وبقيت أنا شارداً مسمراً لا أريد الإرتحال. 
هل ترى لهذا الطريق من نهاية؟ 
 تركت الذكريات خلفي ومطريتي ومعطفي، 
و توشحتُ الهواجس ومواعيدي وصُدفي. 
والمجهول ينتظر بين الثنايا ويأسرني في مجلسي و موقفي.أترقب كل واردة وشاردة كل طير في الأفق يرفرف علّني أجد السلوى منه وأزيل به خوفي.سكون يجتاح المدى وفراغ يقتل أملي في الوصول وشغفي 

بوزيد كربوعي . الجزائر
همسات حزينه

□ همسات حزينة: 
تناثرت كلماتي كتناثر أوراق الشجر 
في غروب يوم كئيب
فلم أستطع كتابة آخر رسالة
بين الشروق والمغيب، 
وخفتت همساتي 
وسكت الصوت المهيب
يرتجف القلم بين أناملي
وتتبعثر أوراقي بين أدراجي، 
فألملم أفكاري من زوايا باحة البيت، 
شجرة بعيدة
وغصن قريب.
لا أعرف لماذا أحن إلى الشتاء؟
ولبرده وزمهريره،
ولصوت المطر على زجاج نافذتي، 
وعلى قرميد سقف بيتي،
أحن لموقدٍ يرقص فرحاً بشتاءٍ باردٍ طويل.
أحن لصورة أمي
تترآى لي بين أبواب المنزل جيئةً وذهاباً
تارة شاردة وأخرى متيقظة
وكأنها تصارع هواجس الحياة في داخلها.
أحن لصوت الطيور فوق أسلاك الأعمدة
تراقب ما تبقى من فتات كسرة الخبز
في باحة الفناء الخلفي، 
وأبحث في أوراقي القديمة عن كلمات كتبتها
لأستحضر بها براءتي وعفويتي.
أحن إلى طفولتي وحماماتي
وإلى يد أمي
 تحنو على وجهي
وتُربت على كتفي
وسأبقى دائماً أحنُ إلى الشتاء..
حتى الذكريات تكاد تمحى من ذاكرتنا، 
تغير كل شيئ 
وتغيرت معالم الأماكن 
وتغيرت ملامح الناس.  
وتغير الدرب الطويل بمنعطفاته 
ويبست أشجار الصنوبر 
وهاجرت طيور اللقلق بلا عودة 
وبقيت الأعمدة 
باكية تشتكي وحشة المكان. 

-همسات حزينة .

 بوزيد كربوعي . الجزائر
author-img
موقع الميرابي للأدب موقع يهتم بالشعر الشعبي الحميني تجدون فيه أعذب القصائد الوجدانية التي تاخذك الى عالم الخيال تاخذك و انت تتنقل بين أعذب الكلمات برقتها و عذوبة المعنى الدقيق طوف بهذا الصرح الأبداعي تجول مع شاعر رومنسي رقيق المشاعر ان كنت عاشق الشعر تجد بغيتك في هذا الموقع لصاحبه الشاعر عارف أحمد سيف الميرابي تجد المتعه تفضل زائرنا الحبيب بزيارتنا ستجد كل ما يسرك ويطيب قلبك ويرضي ضميرك تنقل بين يانعات القصائد تعرف عن موقع الميرابي للأدب تفيأ بظلال رائعات القصائد الشعريه إنها قصائد نابعه من صميم الواقع كما ان هذا الموقع يقوم بتوثيق مجموعة من الأعمال لكوكبه من الشعراء العرب في العصر الحديث

تعليقات

التنقل السريع