بمناسبة #اليوم_العالمي_للغة_العربية
#لغة_الضاد_لغتي
لم تحمل الضادَ إلا ألسنُ العربِ
و لم يكن بسواها أعظمُ الكتبِ
عجيبةٌ لغةُ القرآنِ معجزةٌ
كأنها خُلقتْ أو أوحيتْ لنبي
كأنما اللهُ سوّاها و أحكمها
لحمل آياته في آخرِ الحُقَبِ
فريدةً كعصا موسى و جامعةً
كفُلْكِ نوحَ كعيسى دونما نسَبِ
نظامُها و معانِيها و دقَّتُها
عجائبٌ طفقتْ تدعو إلى العجَبِ
و حسنُها و مزاياها و جودتُها
بدائعٌ تتوخَّى اللُّبَّ بالطَرَبِ
خدينةٌ لم تَلِن إلا لعاشِقِها
و لم تُنِلْ غيرَه وصْلاً و لم تَهَبِ
جميلةُ الخَلْقِ و الأخلاقِ ما بلغتْ
جمالَها الغيدُ رغمَ السَّعيِ و الطَّلَبِ
و إنَّها ملَّةُ المعنى ، فتارِكُها
عليه فرْضٌ لحرفِ الضادِ أن يَتُبِ
أرضُ البيانِ بها تحيا بلاغتُه
كالكائناتِ ، و كالأزهارِ ، كالذَّهَبِ
و بحرُها واسعٌ في قعرِه دُرَرٌ
و جَوُّها عن سواها خُصَّ بالرَّحَبِ
إنَّ الحماقةَ قد أغرتْ مُلازِمَها
بالإنجليزيِّ عن بحبوحةِ العربي
و استبدل الأشقيا بالضاد همهمةً
كبائعِ العودِ إذ يشْريه بالخَشِبِ
أضاعها القومُ عجزاً عن بلاغتها
و فهمِها و عن التبيانِ و الأَدَبِ
و كم أديبٍ ثوى (في معشرٍ جهلوا
حقَّ الأديبِ فباعوا الرأسَ بالذَّنَبِ)
و (الناسُ أعداءُ ما جهلوا) معالمَه
و رُبَّ جهلٍ دعا قوماً إلى نَصَبِ
و ربما غالطَ الإنسانَ ناظرُهُ
و غرَّ مَن لم يرَ الأشياءَ عن كَثَبِ
و جاهلُ الشيء لا يدري بقيمته،
إذا انتهى الذوقُ كان السِّدْرُ كالعِنَبِ
و الشكلُ في الليلِ لا معنى لرونَقِهِ
و الصدقُ في ساحةِ الكذَّابِ كالكَذِبِ
و قيمةُ الضاد عند الغَرِّ هيِّنةٌ
هَوَانُهُا بَيِّنٌ في فكرِ كُلِّ غَبِي
لأنَّها لغةُ المَعْنَى فقدْ جمعتْ
بلفظِِها صُوَراً في النُّطْقِ لمْ تَغبِ
لأنها اللغةُ الفصحى أهيمُ بها
و حبُّها للعُلَى مِنْ أعظمِ القُرَبِ
منها إليها بها فيها كتبتُ لها
و رُبَّ ماءٍ سقى بحراً من السُّحُب
......للشاعر عبد الغني يوسف. .
الف الف مبروك
ردحذف