بكر غبش شق قلبي شقتين

 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أما بعد:

أقطف لكم أحبتي هذا اليوم من بستان الحاضر. فإن حاضرنا الذي كنا في الماضي نرسم له الخرائط و نجدول له استبيانات دقيقه و نطرح حوله تساؤلات

جمه و نقول بكل تفائل القادم سيكون أجمل ربما القادم من يحقق طموحنا يسير أمامنا نحن نتبعه بخطأ واثقه ان اسرع تتبعنا أثره و إن أبطأ لحقناة ولم نجد معه ما كنا نحلم به و قلنا القادم اجمل الذي هو اليوم حاضرنا.

فهل الأجمل هو الشارد منا؟  أم ان القادم لم يسير بنفس الدرب الذي نسيروا نحن فيه ام ان الحظ لم يكن لصالح ذلك الأمل الذي ربما كان هو الكاذب و نحن نصدق تلك الأمنيات و الاحلام الورديه التي كان يسردها علينا طيف القادم السرآبي

نحن عطشا نطمح و نحلم خلف سراب الوهم او الحاضر كان للماضي قادم

نسرد على اطفالنا قصص المنام بأن القادم سيخدمهم بمثل ما قص علينا الأباء نفس القصص فاذا كان الحاضر قد خدعنا فهل القادم لهم حقا يكون صادقاّ معهم و نصيروا جميعاّ نلهث خلف حكايا ننام نحن و أطفالنا عند سماعها.

حتى النوم لن يتسلل الى تحت جفوننا الا على سماع الكذب و المستحيلات و تخيلات و صار الكذب وجبه رئيسيه  ان تحاشيناها في معاملاتنا بالكاد اضطرينا نرويها لأطفالنا حتى تغفوا  اعيونهم فربما بما سمعوه عند منامهم صدقوه وقالوا لقد صدقه النوم و تقدم متسلل الى جفوننا وصارت عالقه تلك الحكايات في اذهانهم و توارثوها جيل بعد جيل و ما الذي اضطرنا للكذب هو القادم اجمل